خصوصيات السحر

- للسحر وسائل، وأن وسائل تنفيذه ثلاثة:
أن يُطعم طُعماً أو يُسقاه ، أو يُرشّ رشاً ، أو يُدفن أثره مع التعزيم ونية الإضرار للغير بذلك.
- وتقدّم أن أهداف السحر كثيرة , وأنها بحسب هدف الساحر وطلب الذي سُحِرَ له أي الذي عمل السحر لأجله.

إننا نستطيع أن نقسم هذه الخصوصيات حسبما تقدم إلى ثلاثة :.
1- خصوصيات عمل الشيطان السحري.
2- خصوصيات وسائل التنفيذ الثلاثة.
3- خصوصيات أهداف السحر الكثيرة .


1- ( خصوصيات عمل الشيطان السحري )
أما عن عمل الشيطان السحري فلقد غدا من المعروف عند كل باحث أن ثمّت تحالفاً بين الشيطان والساحر يُقدّم فيه الساحر – في هذا التحالف والعقد– نفسه ودينه، بل وإهانته للدين وشعائره وكتبه , كما يقدم تحياته وتعظيماته واستغاثاته بالشيطان، ويقدم الشيطان إزاء ذلك خدماته في المعلومات الخبرية والقدرات التأثيرية. وهذا معروف من كتب السحر كما هو معروف من السحرة التائبين أو من اعترافات المقبوض عليهم منهم.
ولولا أن تخصصنا في هذا الكتاب هو أسس العلاج الروحي لنقلتُ ذلك وتوسعتُ فيه ولكن نقتصر على هذه الإشارات الضرورية .. فنقول بعون الله تعالى :-
- إن هذه العقد متعدّد الأوجه ..
فمنه ما يكون بإلزام من الشيطان له وإجبارٍ عليه حتى يرضى بهذا التعامل ويستسلم له.
ومنه ما يكون بتسويلٍ وتزيين من الشيطان واغراءٍ له حتى يرضى به ويتعامل معه.
ومنه ما يكون بطلب من الإنسان وبحث, فيتتلمذ على ساحر يعلمه سحره، أو يقرأ كتب السحر مغامراً مُطبّقاً لقراءتها وطلاسمها وكتابة الحجب والحروز للناس. فهذا المغامر لم يدخل هذا العلم الخبيث من بابه، بل قفز عليه قفز الخبيث على الخبيث .
- والذي يهمّنا من هذه الإشارة السريعة أنه ليس كل سحر يُعمل للناس يكون فيه شيطان موكل بتنفيذه في الشخص المسحور, وأن ذلك بحسب القدرات الشيطانية التي سُخّرت للساحر الخبيث.
- وهنا نتساءل: من الذي ينفذ السحر ها هنا ؟ وهل هناك سحر من غير شيطان ينفذه للجسد ؟ وما هو نوع سحر النبي صلى الله عليه وسلم المذكور في الصحيحين ؟
- فأما الذي ينفذه فهو قرين الإنسان الموكل بالوسوسة له , فإنه يتجاوز دوره من الوسوسة إلى الإيذاء الجسدي والنفسي بمثل ذلك السحر أو بنحوه من الحسد.
- أما هل يُتصور سحر من غير مُنفّذ ؟ فالجواب: لا يتصور ذلك من ناحية عملية وعقلية، ولكن ذلك محتمل من الناحية الغيبية والله أعلم.
- أما نوع سحر النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان أخف نوع من أنواع سحر التخيّل والتوهّم, وكان مقصورًا على دخوله بيته وعلاقته بهم فقط، ولعل قرين النبي كان صاحب ذلك العمل قبل أن يُسلم , وقبل أن تنـزل آية العصمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم – وهي عصمة الحماية –(( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ)) (المائدة/67).

2- (خصوصيات وسائل التنفيذ الثلاثة)
* أما عن الطُعم والسُّقيا فإن تطهير الجسد من مادّته عن طريق المواد المسهلة والاستفراغ ضروري في علاج هذا النوع من السحر.
وإن تناول المواد الطاهرة الشريفة كالتمر، والعسل, والزيت, وماء زمزم ونحوه من الماء المقروء عليه ليُساعد على ذلك أيضاً.
- ويزعم كثير من الجن اللابس للمسحور أنه دخل مع ذلك الطعم وتلك السُقيا ولا يُصدّقون في ذلك , وهنا يمنُّ الله تعالى على المعالج القارئ بتمييز الصدق من الكذب بواسطة المعلومات المؤرّخة التي كتبها المريض عن سيرته المرضية في التقرير الروحي .
* أما عن وسيلة الرشّ والذي يستعمل للربط - كربط العروسين - كما يستعمل لطرد الناس عن البيت المسحور له, كما يستعمل لطرد الناس عن الشراء من محل أو محلات معينة, ونحو ذلك ..
فهذا علاجه أن يُرشّ عليه ما يضادّه من الماء المقروء عليه.
كما يجوز أن يُخلط معه ملح , أو زعفران أو غير ذلك.
وقد يُقرأ على شيء من التراب ويُرشّ إذا خِيفَ لَفْتُ النظر بالماء ونحوه، ويُقرأ أثناء رشّه المعوذات وآيات أبطال السحر بنية الطرد والإبطال.
* أما عن وسيلة الحجاب - ويُسمّى بالعمل - سواء كانت عُقَداً أو غير عُقَدٍ فهذا الامتحان أشدّ عُسراً من الذي قبله .
وهو سحر النبي صلى الله عليه وسلم الذي استخرجه من البئر المهجور في داخل البستان المذكور.
أما كيف نستدل عليه نحن وكيف نصل إليه ؟؟

فإن تجربتنا وتجربة إخواننا ذوي الخبرة في ذلك تقول ما يلي :
أ- الوصول إليه بواسطة الرؤيا – وهو السنة – وذلك بصلاة الحاجة والدعاء بالشفاء وأن يُرينا الله مكانه في النوم .
ب- البحث الاحتياطي عنه في مظانّه , كالزرع وخلف البراويز المعلّقة, وخلف براويز الأبواب، وتحت السجاد, وداخل الفُرُش والوسائد, وخلف الخزائن وداخلها, وفي خزانات المياه وآبارها, وداخل السيارة وتحتها وفي صندوقها...
ج- اعتراف الجن المنفّذ إن كان صادقاً وأخبر عن مكانه وصفته .
د- السير في المكان الذي يُظن دفنه فيه مع القراءة وتغميض العينين، وحيثما تأثر برعشة أو رجفة أو نحوها فإنه المكان المعني ...

3- (خصوصيات الأهداف السحرية )
فإن كل نوع من أنواعه يحتاج إلى تعامل معيّن قد يستعان فيه بعلاجات معينة
ا- فأما سحر الربط فهو أنواع :
*) فمنه الربط عن الزواج قبل الزواج وهو أنواع:
- فبالنسبة للمرأة: منه ما لا يتقدّم فيه أحدٌ لخطبتها, ومنه ما يتقدّم فيه الخُطاب ولكن لا يرجعون.
- وبالنسبة للرجل: منه ما يذهب فيه الخاطب ويطرق الأبواب ولا ينجح في شيء, ومنه ما لا يبحث عن المخطوبة ولا يطلبها ولا يفكر ولا يرغب فيها أصلاً.
*) ومنه الربط بعد الزواج فيمنعهم السحر من الدخول والخلوة الشرعية عن طريق إضعاف شهوة الزوج, أو رفض المرأة للدخول عليها, أو شدّ غشائها ونحو ذلك.
ب- سحر الربط عن العمل أو الفشل في العمل وهو أنواع :
*) فنوع يرفض فيه العمل والتوظف وهو قليل.
*) ونوع يطلبه ولا يجده بل تُغلق أبواب العمل في وجهه بشكل غريب.
*) ونوع يشتغل ويعمل لكن لا يستمر فيه طويلا بل يتركه أو يفصل منه.
ج- سحر الربط عن الدراسة أو الفشل في الدراسة وهو أنواع :
*) فنوع لا يستطيع الإنسان أن يحضر إلى المدرسة أو الجامعة ولا يطيق ذلك.
*) ونوع يحضر ولكن لا يركز في الشرح ولا في الكتاب ومادته.
*) ونوع يركز لكن لا يحفظ المادة رغم تركيزه وتفريغه الوقت لذلك.
*) ونوع يركز ويحفظ لكن ينسى عند الأداء في الامتحان, ثم لا يلبث أن يتذكر بعده.
د- سحر التفريق - ويسمى بالصرف - وهو أنواع :
*) فنوع منه تفريق الزوجين وهو المذكور في سورة البقرة في آية السحر رقم (102).
*) ونوع منه للتفريق الأُسَري فلا يطيق أحدٌ من الأُسرة الآخر، وتكثُر مشاكلهم .
*) ونوع منه للتفريق بين الشريكين أو الشركاء فيختلفون وتكثر مشاكلهم .
ه- سحر الجَلْب والحكم والتحبيب – ويسمى بالعطف - وهو أنواع :
*) فمنه جَلْبُ المحبوب والمعشوق وإن كان كارهاً .
*) ومنه جلب الزوج وحكمه حتى يصبح مطيعاً لزوجته محكوماً لها
*) ويلحق بهذا النوع ما يكون بين الأهل والقرابات من خلاف لمصلحة مالية كقسمة إرث ونحوه, فيُعمل السحر لأحدهم لكي لا يخرج عن إرادة الآخرين.
و- سحر الطرد والإبعاد وهو قليل :
ويُعمل لطرد أناس من بيت معين، فلا يطيقون العيش ولا البقاء فيه وقد يكون الأذى فيه ظاهراً كاشتعال النار في أنحاء البيت بين الوقت والآخر. أو الإزعاج الداخلي في الكهرباء والمياه والأبواب, وربما بتحريك بعض الأشياء في الدار وقلبها ونحو ذلك، أو النداء لهم أو لأحدهم فيسمعون من ينادي ولا يرون أحداً، ويتكرّر ذلك.
ي- سحر التخيل وهو التأثير على الجزء المسؤول عن التخيل في الدماغ تأثيراً سلبياً وهو أنواع :
*) فمنه ما يكون مُختزناً في الذاكرة من التصوّرات التي تكرهها النفس وتتضايق منها.
*) ومنه ما هو جديد على مُخيّلة الإنسان وذاكرته وتصوّره.
*) ومنه ما يكون تهويلاً وتغييراً لما هو موجودٌ أمام النفس.
ز- سحر التمريض وهو أنواع:
*) فمنه التمريض بمرض معين كمرض العقم وعدم الحمل ويكون للرجل والمرأة .
*) ومنه التمريض العام وهذا يكون متعدّد الأمراض، وأحياناً يكون منتقّلا أي ينتهي مرضٌ ويبدأ مرض آخر جديد.
ر- سحر القتل والتدمير وهو أنواع :
*) فمنه القتل للنفس، فيقتل الإنسان نفسه .
*) ومنه القتل للغير، فيسلط المسحور على أهله مثلاً، أو على زوجته ليخنقها، والمقصود بهذا السحر تدمير العائلة .
ط- سحر تدمير الثروة والمال وهو أنواع :
*) فمنه أن يُتلف الإنسان المال وهو فاقد لوعيه وتركيزه، فيتصرف كالمجنون ويحرق المال ويتلفه, وهو التدمير المباشر .
*) ومنه ما يحصل منه المرض أو الخسارة المالية فينفق المال الكثير على علاج المرض أو على تعويض الخسارة، ويدمر ماله بشكل غير مباشر.
ظ- سحر الجنون وهو أنواع:
*) فمنه فقدان التوازن العقلي ذاتياً ليدور مجنوناً, والهدف منه الانتقام الشخصي .
*) ومنه ما هو الإيذاء للغير بالتخريب والتكسير, والهدف منه الانتقام منه ومن دائرته التي يعيش فيها.
ع- سحر الضلال والتضليل وهو أنواع :
*) فمنه أن يفسق الإنسان ويضعف دينه وإيمانه.
*) ومنه أن يكفر ويرتد عن دينه, وقد يصاحب هذا النوع سحر التخييل والجنون أيضاً، وغالباً ما يكون من أعداء الدين والله المستعان.