أسباب تسلّط العلّة الروحية على الجسد وأسباب نشاطها المضاد للجسد

لا بد أولاً من تعريف التسلّط وضرب الأمثلة عليه وتعريف النشاط المضاد أيضاً...
فأقول بعون الله تعالى التسلّط: (هو توجّه العلة الروحية على الجسد بالأذى أو الضرر بعد أن لم تكن تؤذيه) .
وهذا يشمل حالتي :
1- وجود العلة الروحية قبل ذلك على الجسد (كالقرين مثلاً).
2- حالة عدم وجود العلة الروحية أصلاً ثم حدوثها بعد وجود أحد دواعي التسلّط وأسبابه (كحصول الحسد أو السحر فيتسلّط بها القرين على الجسد)
أدلة على التسلّط: قال تعالى( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ )(الزخرف/36).
وهنا خصّ القرآن الكريم الذي يعرض عن ذكر الله تعالى وقرآنه بالتقييض ، لأنه تسلّط وسيطرة وهو يشبه قوله تعالى( إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) (الأعراف/27).
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في القاضي إذا ظلم ((تبرأ الله منه وألزمه الشيطان)).
وأما النشاط المضاد: فتعريفه (هو سكون العلة الروحية ثم نشاطها ضد الجسد بأحد الأسباب التي تقوّيها وتسلّطها) .
وهذا يشمل حالتيْ:
1- وجود العلة الروحية قبل ذلك مع الجسد من غير أذى واضح أو ملموس (كالقرين مثلاً).
2- وحالة وجود العلة المؤذية المتسلطة ثم هدوءها وسكونها ، ثم عودة نشاطها ببعض أسباب التسلط والنشاط (كوجود السحر أو الحسد على الجسد مع شيء من الهدوء والسكون بسبب العلاج أو غيره، ثم نشاط ذلك الحسد أو السحر بسحر جديد أو حسد جديد أو صدمة نفسية أو ضعف إيمان جديد).
فالنشاط والتسلّط متشابهان، لكن النشاط يسبقه سكون في العلة الروحية، والتسلط يسبقه عدم تسلط سابق للعلة الروحية .